للدين, وهذا من قلبه للحقيقة, فإن هذه الأمور من أعظم هوادم الدين كما لا يخفى على من له أدنى علم وفهم. وهذا مولد البدوي الذي تقيمه الصوفية وأمثالهم من الطغام في كل عام, ويحضره مئات الألوف من الناس الذين لا يسمعون ولا يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا من الأنعام, ويحصل فيه من أنواع الشرك والبدع والمنكرات العظيمة ما لا يعد ولا يحصى, هل يقول مسلم إنه من المظاهر الإسلامية وإن فيه تأييداً للدين؟ كلا. لا يقول هذا مسلم, وإنما يقوله من طبع الله على قلبه فصار يرى الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق, عياذاً بالله من رين الذنوب وانتكاس القلوب.
الوجه الثالث: أن خدمة الإفرنج للصوفية وتعظيمهم لهم ليس هو من أجل تمسك الصوفية بدين الإسلام كما قد توهمه المصنف وإنما ذلك لما بينهم وبين الصوفية من المناسبة والمشاكلة في الغلو في المخلوقين والبعد عن الدين الصحيح.
فأما الإفرنج فلا يخفى ما هم عليه من الغلو في المسيح وأمه والحواريين وغيرهم من القديسين عندهم, حتى اتخذوا المسيح وأمه إلهين من دون الله.
وأما الصوفية فلا يخفى ما هم عليه من الافتتان بالبدوي وغيره من المعتقدين عندهم, حتى اتخذوهم آلهة من دون الله, يفزعون إليهم في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثةاللهفات, ويسمون البدوي قطب الأقطاب والغوث الذي يتصرف في الكون