ذكر المصنف في جملة ما أنكره على الملاحدة العصريين أنهم دقوا الأبواب بالليل على عدة بيوت كان أهلها مجتمعين لذكر الله تعالى وبعضهم للصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بدلائل الخيرات فأسكتوهم.
والجواب أن يقال إن كان الاجتماع لذكر الله تعالى على نحو ما يذكر عن الصوفية من اجتماع الجماعة ورفعهم أصواتهم جميعا بالتهليل, فهذا من البدع التي ينبغي النهي عنها.
وقد أنكر ابن مسعود وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما على الذين اجتمعوا للذكر على صفة لم يفعلها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعد ابن مسعود رضي الله عنه فعلهم ذلك من البدع.
فروى الطبراني في الكبير عن عمرو بن سلمة قال كنا قعودا على باب ابن مسعود رضي الله عنه بين المغرب والعشاء, فأتى أبو موسى رضي الله عنه فقال اخرج إلينا أبا عبد الرحمن, فخرج ابن مسعود رضي الله عنه فقال: أبا موسى ما جاء بك هذه الساعة؟
قال لا والله إلا أني رأيت أمراً ذعرني وإنه لخير, ولقد ذعرني وإنه لخير, قوم جلوس في المسجد ورجل يقول سبحوا كذا وكذا, احمدوا كذا وكذا. قال فانطلق عبد الله وانطلقنا معهم حتى أتاهم فقال: ما أسرع ما ضللتم وأصحاب رسول الله