قال: وقد ذكر ابن إسحاق هذه القصة إلا أنه ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أعلم بأسمائهم حذيفة بن اليمان وحده وهذا هو الأشبه. ويشهد له قول أبي الدرداء لعلقمة أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره - يعني حذيفة -.
وذكر ابن إسحاق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إليهم حذيفة بن اليمان فجمعهم له فأخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما كان من أمرهم وما تمالؤوا عليه - ثم سرد ابن إسحاق أسماءهم, قال - وفيهم أنزل الله عز وجل (وهموا بما لم ينالوا).
وقد روى البيهقي من حديث أبي البختري عن حذيفة رضي الله عنه نحو ما تقدم.
وزاد في آخره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم فقال:«اللهم ارمهم بالدبيلة, قلنا: يا رسول الله وما الدبيلة»«قال: هي شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك».
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه نحو ما تقدم, وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ومن إفساد المنافقين أيضا: رجوع عبد الله بن أبي بثلث الجيش يوم أحد وتخذيله الناس عن القتال مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال الله تعالى (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين. وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم