ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا. وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا - إلى قوله - قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا) الآية.
ومن إفساد المنافقين أيضا: أذيتهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقول السيء, واستهزاؤهم به وأصحابه, كما ذكر الله ذلك عنهم في سورة براءة, وسورة المنافقين.
وكقول عبد الله بن أبي: والله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمِّن كلبك يأكلك.
وكقول بعضهم: ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء ارغب بطونا ولا أكذب ألسنا, ولا أجبن عند اللقاء, يعنون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
ومن إفساد المنافقين أيضاً: أمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف, كما ذكره الله عنهم في سورة براءة.
وكل هذا من الفساد المتعدي شره وضرره إلى الغير.
وإذا كان الأمر في المنافقين كما ذكرنا, مع أنه أعظم مما ذكرنا بكثير, فكيف يستجيز المصنف أن يقول إنه لم يصدر منهم فساد أصلا إلا ما كان في نفوسهم من الكفر القاصر عليهم!
ولو قال قائل إن الإفساد الذي صدر من المنافقين في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم مما صدر من ملاحدة العصريين وزنادقتهم لكان