وقد تقدم أن تفسير القرآن بالرأي حرام ومتوعد عليه بالوعيد الشديد.
قال الله تعالى (إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير).
وفي هذه الآية الكريمة تهديد شديد ووعيد أكيد لمن ألحد في آيات الله تعالى وتأولها على غير تأويلها. قال ابن عباس رضي الله عنهما: الإلحاد وضع الكلام على غير مواضعه.
ولا يخفى على ذي علم ما جرى عليه أحمد بن محمد بن الصديق الغماري من تفسيره لآيات كثيرة بمجرد الرأي ووضعه الكلام فيها على غير مواضعه ومخالفة ما جاء عن السلف الصالح في ذلك.
وقد روى الفريابي عن الحسن قال سأل صبيغ التميمي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الذاريات ذروا. وعن المرسلات عرفا وعن النازعات غرقا. فقال عمر رضي الله عنه اكشف رأسك فإذا له ضفيرتان فقال: والله لو وجدتك محلوقاً لضربت عنقك ثم كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن لا يجالسه مسلم ولا يكلمه, وقد روي من غير وجه أن عمر رضي الله عنه ضربه ضرباً وجيعاً وحمله على قتب.
وروى الآجري في كتاب الشريعة من حديث السائب بن يزيد قال أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا يا أمير المؤمنين انا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن فقال اللهم أمكني منه فبينما عمر رضي الله عنه ذات يوم يغدى الناس إذ جاءه رجل عليه ثياب