الكريمة اثنتي عشرة علامة, ستة منها في الدنيا, وستة منها في الآخرة, فالتي في الدنيا آخرها (وإذا البحار سجرت) , وما بعدها فهو في الآخرة, كما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وإذ هي في الدنيا وإنها من أشراط الساعة, وهي بحار من الزيوت أودعها الله في بطن الأرض منذ خلق الله الدنيا, ولم يهيأ استكشافها واستخراجها من الأرض لإضرامها وإيقادها إلا في وقتنا هذا الذي ظهرت فيه تلك الأشراط الستة المذكورة كلها - كما بيناه في قوله تعالى (وإذا العشار عطلت) بالسيارات (وإذا الوحوش حشرت) في بساتين الحيوانات, وسنبين الباقي قريباً -: تعين أنها المراد.
وأيد بذلك أن البترول يسمى بالذهب الأسود, وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر به, وأن من المواضع التي سيظهر فيها أرض العراق وأرض فارس وأرض نجد وما والاها, كما ورد أنه قريب من الحجاز, وورد تسميته بكنز ليس بذهب ولا فضة فلم يبق شك في أنه المراد.
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يوشك الفرات أن ينحسر عن كنز من الذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا» , ورواه مسلم في صحيحه من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ «لا تقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب تقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون».