رواه الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن إلا النسائي من حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه. وهذا شيء خارق للعادة لا من الأسباب العادية التي يعرفها الناس ويستعملونها.
وقد دل هذا الحديث على أن السماء تمطر بمجرد أمره لها أن تمطر, لا بآلات يستعملها ذلك.
ودل الحديث أيضاً على أن الأرض تنبت النبات في الحال من غير آلة يستعملها لذلك, وإن السارحة تروح من يومها وهي طويلة الذرى سابغة الضروع ممتدة الخواصر.
وفي الحديث أيضاً أنه «يلبث في الأرض أربعين يوماً يوم منها كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة». وهذا شيء خارق للعادة.
وفي الحديث أيضاً أنه يمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك, فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل, وأنه يدعو رجلا ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض, ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك. وفي الحديث الآخر أن له حماراً يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً. وهو حديث صحيح وقد تقدم ذكره. وهذا كله من خوارق العادات, لا من الأسباب التي يعرفها الناس ويستعملونها.
ولهذا كانت فتنة الدجال أعظم فتنة تكون في الدنيا, كما في سنن ابن ماجة عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله