ثم ذكر مقتله وقال وانتشر الأمر باليمن ولم يملّكوا أحدًا على أنفسهم غير أن كل ناحية مَلّكوا عليهم رجلًا من حمير وكانوا مثل ملوك الطوائف حتى أتى الله بالإسلام. وهذا ما كان من أخبار الملوك الدائرة والأمم الغابرة.
والحمد لله على ذلك كثيرًا كما هو أهله- انتهى الكتاب.
ولكن حمزة ذكر في تاريخه أبناء فارس الولاة على اليمن بعد سيف.
وتواريخ اليمن أشدّ التواريخ مناقضة ومخالفة، ولم يكن الإحاطة باختلاف المؤرخين من غرضنا فيما كتبنا, ولا مقابلتها على الاكتشافات الأثرية الحديثة. وهذه الأمور لا يفي لها سنون طوال. وإنما أدلّ القاريء إلى أن ابن هشام -بالأولى وهب بن منبّه التابعيّ- أدرى بما في بيته، فقوله القول إذن، إذ فاتنا التاريخ التحليلي الصحيح.
إذا قالت حذام فصدّقوها ... فإن القول ما قالت حذامِ
وإني أعِدُ قُرَّاء الزهراء بفصول أخرى من الكتاب أزُفّها إليهم إذا سنحت الفرصة؛ فإن العمل صَعْب والنسخة محّرفة غاية التحريف، وليس بأيدينا كتاب آخر قديم يمكن عليه العِراض. وإنما أورده ابن قتيبة وحمزة والمسعودي ونشوان في الحميرية وفي شمس العلوم وابن خلدون بَرْضٌ من عِدّ ووَشَلٌ من غمْرَة لا يُروي الغليل، وليس إلّا جدْولًا لأسماء مَن مَلَكَ اليمن فحسبُ.
جامعة عليكرة الإسلامية (بالهند) عبد العزيز الميمنيّ
* * *
(الزهراء) وكنا قرأنا في بعض الصحف منذ أكثر من سنة أن حضرة القسّ بولس سباط وجد نسخة من (التيجان) لعبد الملك بن هشام، ونسخة من "جمهرة الأنساب) لهشام بن محمد بن السائب الكلبي.
وقد وجدتُ في جُعبة الأستاذ الجليل صاحب السعادة أحمد زكي باشا عند عودته من عربة السعيدة كتابًا كبيرًا في أنساب اليمن سينفع كثيرًا في درس هذا القسم من تاريخنا.