فاستخرتُ الله تعالى وجمعتُ منها فائتَ شعر المتنبيء وكله ٢٥ قطعة وعارضته على ما عثرت عليه في دواوين الأدب لا سيما على ثلاث نسخ من الديوان: إحداها نسخة خزانة جامع بومباي التي وقفها صاحبنا العلامة الجليل الشيخ محمَّد يوسف كَتْكَتي الكَوْكني الشَّافعيّ أبقاه الله غُرَّةً في جبين الآداب، وهي ترتقي إلى القرن السادس الهجريّ، وأخرى بها حديثة الخط ليس فيها كبير فائدة، وأخرى رأيتها بخزانة حيدر آباد وقد كتبت سنة ١١٥٣ هـ. ثم جمعتُ إلى هاتيك المقطوعات قطعات أخرى تُضاهيها في العِداد من مطاوي المجاميع الأدبية. فاجتمع لديَّ ولله الحمد ما يُناهز ديوان الحادرة الذِبْياني أو يَفْضل عليه ألبتَّة.
وغالبُ معوَّلي في الفائت على ما لم أجده في متن شرح العُكْبَريّ إذ هو المتداول بأيدي النَّاس ومتنه هو المبثوث في الشرق والغرب. والعناوين جُلُّها من (نش) إلَّا ما صُرّح فيه أنَّه من نسخة أخرى.
وهذا جَدْول العلامات
(نش) نسخة الشيخ حبيب الرَّحْمَن خان الشرواني وسنصفها.
(نب) نسخة خزانة جامع بومباي وأظنها كتبت في نحو المائة السادسة.
(نح) نسخة خزانة حيدر آباد المسماة الأصفية وهي حديثة الخط كنسخة أخرى بخزانة جامع بومباي.
(طك) طبعة كلكتة سنة ١٢٥٧ هـ وقد تقدّمتها طبعة أخرى بها سنة ١٢٣٠ هـ ولكن لم أعثر عليها. وأنا أجزم بأنهما شيء واحد.
(محبى) شرح فارسي مبني على المتن المذكور طبع بكلكتة سنة ١٢٦١ هـ ولا يختلف عن المتن المذكور في شيء.
وجُلُّ هذا الشعر سخيف في مَناحٍ من أغراض الحياة معتادة وأحوالٍ في مجالس الرؤساء طارئة فلم يتمكن الرجل من إحكام نسيجه وتثقيف وشيجه. فأثرُ الفجاجة عليه واضح بادٍ, ولم يكن فيه كبير فائدة لمنقب مرتاد، إلَّا أني رأيت إثبات آثار الرجل لنُبوغه وكَتْبَ شعر الصبي ليبلّغنا إلى إدراكه وبلوغه. على أن بعضه يَهُمّ من جهة تأريخ الرّجل، ويدلّنا على البِيئة التي نشأ فيها وعاش فَكوّنتْه أَبا الطِّيب المتنبيء، أي ذلِك الشاعرَ الطائرَ الصِيت والجسور الإصليتَ. على أن فيه