للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصدع بالصدق فكثيرًا ما ينتقد (١) كلام شيخه. وكذلك لم يترك سقطات الضعاف إلا نبَّه عليها وهم العيني وخضر الموصلي وابن مُلا الحلبي كما تراها في الأرقام المخطوط تحتها وقال في شارح ديوان زهير صعوداء أنَّه كان ضعيفًا في النحو، ولا يحمله التبجح والتصلف على الاعتساف والتنكب عن جادة الانصاف فأنا نراه (٢) وقد ذكر أن ابن السيد نسب البيت الفلاني إلى الأخطل ثم نقل قول ابن هشام اللخمي أنَّه لم يجده في ديوانه يقول: أقول قد فتشت ديوان الأخطل من رواية السكري فلم أظفر به فيه ولعله ثابت في رواية أخرى.

[تشيعه]

وكان يتشيَّع (٣) وإن كان والده عمر كما يعلم من ذكره الصحابة رضي الله عنهم بدون الترضية لا سيما عبد الله بن الزبير (رض) ابن أسماء ذاتِ النطاقين وزبيرًا (رض) حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يزال يطري أئمة أهل البيت وذكر أن "الشافعي رح أسر إلى الربيع أن لا تقبل شفاعة (٤) أربعة: منهم معاوية". وهل هذا إلَّا اختلاق بعض غلاة الأخباريين. ولم أذكر هذا إلا لأُوفيه حقه من الترجمة فرضي الله عنه وعنهم.

[صورة إجازة الشهاب له]

وأما إجازة الشهاب فهذه صورتها عن ريحانة (٥) الألبَّاء، ويوجد هنا في بعض النسخ زيادة لا بأس بها وهي صورة ما كتبه مؤلفه من الإِجازة لعبد القادر المذكور فيه (؟ فيها) "تبارك اسم ربك ذو الجلال والإِكرام، والمحيي مآثر العلماء بنشر ثنائهم المخلد في صحف الأيام، والصلاة والسلام على أفضل الرسل الكرام، وعلى آله وصحبه ما طرّز البرق برود الغمام. أما بعد فإن الفاضل الأريب، والماجد المهذب الأديب، خليل روحي الشفيق، ومن هو في سبيل الطلب سمير ورفيق، حاوي المفاخر، الأخ الأعز عبد القادر. لما قرأ كتاب الرحلة وغيره مما سوَّدت به وجه الصحف وأخذته عن الأجلة، وسمني بسمة العلم ولست أهله.


(١) ٣: ٤٣٢.
(٢) ١: ٢١٩.
(٣) وكان العجم قابضين على بغداد أيام صباه.
(٤) لعل صوابه شهادة وهذا القول وجدته عند أبي الفداء أيضًا في أخبار معاوية (رح).
(٥) مصر سنة ١٣٠٦ ص ٣٦٨ ولكن ليس فيه تصريح بأن عبد القادر هو البغدادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>