للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الربيع بن ضبع الفزاري]

أخباره وشعره (*)

قال أبو محمد: ومما ذكرت العرب به ذا القرنين في أشعارها قول الرُّبيع إن ضبُع (١) بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فَزارة بن ذُبيان (٢). وكان معمَّرًا عُمّر مائتي عام. وكان أحكم العرب في زمانه وأشعرهم وأخطبهم. وشهد يوم الهباءة وهو ابن مائة عام فكان أنجد فارص في حرب داحس، وهو القائل في يوم بشم (٣) وأمرهم "ظلمتم يا بني فَزارة، والظلم عاقبته وخيمة. فداووا الظلم بالرِفق أو فأنتم شاة الذئب وغرض الرامي". وقال لحَمل بن بدر عند هزيمتهم:

يا حمل هل تعلم ما لا أعلمُهْ ... سديت (٣) عُزْلًا لا تطيق ملحمه

والظلم للظالم حتمًا يُلْجمُهْ ... ألا ترى قيسًا تأطت أسهمه

يقتل ذا الظلم ومن لا يظلمه

وكان أنجد فارس في يوم الهبَاءة حبس خَلْف بني فَزارةَ حتى خلّفوا حريمهم.

وهو القائل في يوم الهباءة لما حبس خلف بني فزارة حتى أثخن جراحًا:

رأيت موتين علينا نازلا (٤) ... موتي وموت الغُرّ من قومي الملا

بذلت روحًا دونهم معجلًا ... كما أُلاقي الموت منها المنهلا


(*) نشر في مجلة "الزهراء" عدد جمادي الثانية ١٣٤٦ هـ، وهو منقول من كتاب (التيجان في ملوك حمير) لأبي محمد بن هشام، بعناية العلامة الشيخ عبد العزيز الميمني الراجكوتي. عن النسخة المخطوطة الوحيدة فيما نعلم. (انظر وصفها في الزهراء ٣: ٣٠٠).
(١) الربيع وضبع يرويان مكبرين ومصغرين، ولكن المشهور الربيع مصغرًا وضبع مكبرًا.
(٢) وسيأتي في ص ٢٣٦ وص ٢٣٨ قول الربيع في ذي القرنين.
(٣) كذا.
(٤) كذا. ولعله نزلا أو انزلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>