عَرّام بن الأصبغ السُلَمي الأعرابي وكتابهُ أسماء جبال تهامة (*)
يوجد بالخزانة السعيدية في حيدر آباد مجموعة فيها ٢٧ رسالة في الأحاديث وَالرجال، أوّلها خلق أفعال العباد للبخاري، ووافق الفراغ من كتابتها في ١٨ جمادي الأولى سنة ٧٨٦، وثبت على طُرّة الخاتمة (بلغ مقابلة على الأصل المنقول منه في مجالس آخرها في ليلة يُسفر صباحها عن يوم الخميس [من ذي الحجة الحرام سنة ٧٨٧ كاتبه محمد بن علي .....) ولكنّه مع هذه الدعوى الفارغة آية في التصحيف والتحريف، ورقم كتاب عرّام فيها ١٦ فيما بين ص ١٥١ - ١٥٩ أي إنه وقع في تسع صفحات فحسب.
ولولا أنني شددتُ حُجزتي فنقّبت عن موضع موضع لبقيتْ مستعجمة كما قال النابغة:
فاستعجمت دار نُعم ما تكلّمنا ... والدار لو كلّمتْنا ذاتُ أخبار
والله شهيد أن الفضل كلّ الفضل في بعث هذه الرسالة نشأة أخرى، أو بالحَرىَ في خلْقها كتابًا سوّيًا يعود إلى العِراض بالمعجمين، معجم ما استعجم لأبي عبيد البكري ومعجم البلدان لياقوت، وقد أورثني شكاية النسّاخ في أعمالي التي قمت بها حتى الساعة ضَجَرًا وشَنَفًا، وتكريرًا من القول وإعادة، فأكتفي بهذا الإلماع ولا أُسهب، إبقاءً على العمر أن يضيع سُدىً.
عَرّام
العَرام كغراب الشدّة والشراسة، وقد سمّوا كما في اللسان والقاموس عارمًا وعُرامًا كغراب وعرّامًا كشدّاد.
فممّن سُميّ عرّامًا قبل صاحبنا: عَرّام بن المنذر الطائي وهو شاعر معمَّر
(*) نشر في "روداد إدارة معارف إسلامية لاهور" ١٩٤٢.