للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علامات، وهي: م وآداب، ودائرة، وأفكار.

تحتوي مقدمة مرجليوث على ٣٣ صفحة، ولا يتجاوز ما كتبه نكلسن حول حياة أبي العلاء ست صفحات، وربما تبعث هذه الأخطاء القراء على الدهشة والاستغراب، على أني صرفت النظر عن كثير منها، وقد تعمد مرجليوث المزيد من الأخطاء في ترجمة رسائل المعري، وتصحيح ترجمة المعري اعتمادًا على "معجم الأدباء"، هذه الأخطاء ستأخذ الكثير من القراء ولذلك لا أتعرض لها الآن.

وكما أن نكلسن ارتكب أخطاء كثيرة يصعب عدها في التعبيرَ عن أفكار المعري، وترجمة رسالة الغفران، كذلك نجد باحثًا آخر قد ألف كتابًا مستقلًا باللغة الإنجليزية حول حياة المعري. وهو مليء بالأخطاء، والجدير بالذكر أن هذا الكاتب لا يعرف اللغة العربية، ولذلك فإن دراسته لا تحمل أهمية علمية كبيرة.

[أخطاء مرجليوث]

تعددت أنواع الأخطاء التي وقع فيها مرجليوث. فينبغي أن نذكرها تحت عناوين مختلفة.

١ - قصور العلم: أخطأ مرجليوث في فهم عبارة رسائل المعري، وهي: "وانصرفت وماء وجهي في سقاء غير سرب، ما أرقت منه قطرة في طلب أدب ولا مال، ومنذ فارقت العشرين من العمر ما حدثت نفسي باجتداء علم من عراقي ولا شامي (١)، يقول في ترجمتها: إن المعري يوجه رسالة إلى شخص يقول فيها: إني لم أحتج إلى أخذ مال أو علم من عراقي أو شامي منذ العشرين من عمري (٢).

وواضح أن هذه الترجمة الخاطئة نتيجة لخلط الجملتين من العبارة المذكورة أعلاه، والواقع أن المعري لم يطلب المال من أحد قط، لا قبل العشرين، ولا بعدها.

٢ - ذكر الذهبي وابن خلكان: رواية عن كتاب "الأيك والغصون" الذي يعتبر أعظم كتاب لأبي العلاء المعري، وهي: "وقد ذكر بعض الفضلاء أنه وقف على المجلد الأول منه بعد المئة، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك" ويستفاد من هذه


(١) م ص ٣٢.
(٢) م ص ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>