للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[كلمة للناشر]

رسالة الملائكة للمعرّيّ أخت رسالتي الغفران والطير في التمثيل، الذي لم يسبقه فيه عديل له أو مثيل. فهو إذًا ابن بَجْدَته، وعُيير وحده. وما مِلْتون الإنكليزي صاحب الفردوس الغابر إلَّا من الأتباع (١)، بيد أنّا أهل المشرق لم نحتفظ بمآثر أسلافنا ولم نؤمنها من بوائق الضياع.

والرسالة وإن كان سبق لها نَشْر، إلَّا أنه لم يتنبه له فيما أظنِّ إلَّا شِرذمة نَزْر. على أن الطبعة كانت من التحريف والتشويه، بحيث يُمجّهَا طبع كل خامل ونبيه. ولم يخلُ من عِدّ أغلاط وتصحيفات، بَلْهَ السطورَ والصحيفات. ولم ننبّه منها إلَّا على فطرة من عِدّ، أو نهر مستمدّ.

ولا أدّعي أنني برّأتها من كلّ عيب، أو جلوتُها جلاءَ الهديّ النقيِّة الجيب. وكيف ولم تصل يدي إلى نسخة منها أخرى، فكيف أتمكن من السَبْح في الصَرَى. إلا أنني ولا كفران لله أرى، أن "عند الصباح يحمد القومُ السُرَى".

وقد بقي مع ما عانيتُه عدّة أغلاط، مطويةَ الرياط. حِرتُ في أمرها، فوكلتُها إلى أعرف مني بخبَرها وخُبرها. وبخزانة ليدن (هولاندة) منها نسخة فيا حبذا لو تولَّى بعض المستعربين عراض هذه عليها. ثم قدَّر الله مقابلتها على نُسخة خطيّة سَدَّت بعض الخلل وأنْعَشَتْ من الزَلَل (٢).

ويظهر من فحواها أنها أُلَفت نحو سنة ٤٣٥ هـ تقريبًا. والله أعلم،

مصححها وشارحها

عبد العزيز الميمني السلفي الراجكوتي (الهندي)

الأستاذ بالجامعة الإسلامية في على كره (الهند)


(١) ومثله شاعر الطليان دانتي في كتابه جهنم. وقد أورد الأب آسين (Asin) أدلة تاريخية على أن دانتي قد أخذ عن المعري في رسالة الغفران- مجلة المجمع العلمي بدمشق ص ٣٦٠ سنة ١٣٣٩ هـ.
(٢) نشرت الرسالة ببيروت بتحقيق محمَّد سليم الجندي وقال في مقدّمته إنْ ما نشره سابقوه منها إنَّما هي المقدمة (م. ي).

<<  <  ج: ص:  >  >>