كان الأستاذ الميمني مولعًا بكتب التراث، يقرؤها قراءة تدبر وإتقان، ويسجل منها ما يحتاج إلى التسجيل، ويستدرك على مواضع منها، ويعلق عليها تعليقات نافعة تدل على معرفته الواسعة بالشعر واللغة، وله تعليقات كثيرة من هذا النوع ينقد بها بعض أمهات المصادر في الأدب واللغة، مثل لسان العرب، والأغاني، وخزانة الأدب، ومعجم الأدباء وغيرها.
وفيهمَا يلي تعليقاته وتصحيحاته على مائة صفحة من الجزء الأول من لسان العرب (طبعة بولاق)، وقد طبعت في النشرة الثانية للسان العرب التي لم يصدر منها إلا الجزء الأول في القاهرة سنة ١٣٤٨ هـ، في ٤٣٢ صفحة، وعليها تصحيحات وتعليقات للعلاقة أحمد تيمور باشا، والأستاذ ف. كرنكو، كما هو موضّح على صفحة العنوان. وقد ميّزت تعليقات كل منهم بالرموز.
وأنا جرّدتُ منها أيضًا، تعليقات العلَّامة الميمني، ورتّبتُها حسب ورودها في الكتاب، وذكرت صفحات هذه الطبعة ثم صفحات طبعة بولاق، واقتطعتُ بعض الكلام من المواضع التي علَّق عليها الأستاذ، حتَّى تكون تعليقاته مفهومة ومفيدة للقارئ.
أما تعليقاته على بقية الأجزاء من اللسان وما بعد مائة صفحة من الجزء الأول، فلا أدري هل هي موجودة في نسخته الخاصة من اللسان أم سجَّلها في البطاقات؟ فقد كان يقول:"أرى أنَّه لو نُبِّه على الأغلاط الموجودة فيه في الشعر فقط لزادت على عشرين ألف غلطة، بنسبة ألف غلطة في كل جزء من أجزائه العشرين". ويقول: إنه لم يتفرغ لهذه التعليقات، بل كتبها عفو الخاطر بعد إلحاح بعض الإخوان".