وقد كتب إليَّ صديقي العلامة الشيخ محب الدين الخطيب من القاهرة إن بغدادي عصرنا الأمير ذلك المتفاني فيها والمغرم بجمعها البحاث النقاب صاحب السعادة أحمد تيمور باشا حاز قبلي في وضع مثل هذه الفهرست قصب السبق ومن هو أولى بمثله منه.
ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدّم
وكذلك بلغني أن المستعرب المجري الشهير الأستاذ (غولد زيهر) كان يتمنى أن لو تولي بعض الشُداة وضع مثلها ولكنه تخرمته المنون قبل أن يرى أمره بالامتثال متبوعًا ورضاه برضاي مشفوعًا.
[كيف تستفيد من فهرستنا]
وضعت جميع الشروح في غضون المتون. وإن كانت لها أسماء خاصة ذكرتها في مظانها وأحلت على متونها، وحسبت الشروح بحروف الجمَّل ظاهرًا وبالأرقام الهندية باطنًا وإن أهملت إثباتها، ولم أُراع في الشروح ترتيب الحروف لقلتها بل قدمت الأهم فالأهم. وما ورد له من الكتب خبر يهم أو فائدة تستطرف خططتُ تحت رقمه خطًّا، وذكرت في الحواشي ما عدا الفوائد كل ما يوجد من المخطوطات بأصقاع الهند في الخزائن العمومية أو الخصوصية على ما رأيت، فإن هذه البلاد اما لم يدوّن لخزائنها فهارس أصلًا وأما وضعت بألسنة لا يعرفها الأعراب ولا المستعربون. وأصلحت أسماء الكتب على ما هي عليه لا على ما اقتضبها صاحبنا أو بترها، وأهملت أكثر حوالات الرضي والكتاب (كتاب سيبويه) غير الشواهد الخمسين الأغفال إذ قلما خلا عن ذكرهما صفحة، وربما زدت اسم الكتاب من عندي إن علمت أن المؤلف لم يعرف له غير ذلك الكتاب إن كان صاحبنا اقتنع بذكر المؤلف. وبالجملة فإني راعيت الفائدة.