للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقدم كتاب في العالم على رأي أوجاويذان خرد (*)

كانت معرفتي بهذا الكتاب بادئ بدءٍ وأنا في غَيسات شبيبتي برامبور أدرس الفارسية في كتاب المعجم في آثار ملوك العجم (طبعة إيران سنة ١٣٠١ هـ) الذي ألفه الأديب فضل الله لنصرة الدين أحمد بن أتابك يوسف شاه قال ما معناه أن جاويذان خرد لهوشنك ترجمه الحسن بن سهل وزير المأمون وقد سرده أبو علي مسكويه في مقدمة كتابه (١) "مظهر آداب العرب والفرس".

ثم رأيت ترجمته الفارسية مطبوعة وأنا في بِشَاوَرَ طبعها الموبذ الباريسي (المسافر المظلوم مانك جي ليم جي هوشنك هاتريا الملقب بالدرويش الفاني) كذا كان يسمي نفسه كان رحل إلى إيران لجلب الكتب القديمة نحو سنة ١٢٦٨ هـ فحصل على نسخة منها وطبعها بقطع صغير سنة ١٢٩٤ هـ ببومباي في ٤٣٦ ص. وهذه الترجمة عملها محمد حسين بن الحاج شمس الدين- سنة ١٠٦٥ بأمر بعض أمراء صُوْبة (عمالة) مالوه (بالهند) وقد قدم وأخر وزاد وتصرف في الكتاب تصرفًا كثيرًا جريًا على سُنَة مسكويه وتبعه طابعها الموبذ فألحق بآخرها مواعظ ونصائح.

والكتاب لم أر ذكره في التواريخ القديمة العربية والفارسية أصلًا (٢) بَلَى ذكره الخفاجي (٣) وبهرام بن فرهاد البارسي صاحب شارستان جهارجمن المطبوع ببومباي


(*) هذا المقال قرأه العلامة السيد عبد العزيز الميمني الراجكوتي الأستاذ في جامعة عليكرة من بلاد الهند وأحد أعضاء المجمع العلمي العربي - في مؤتمر المستشرقين الخامس (للهند) في جلسته المنعقدة في ٢٣ نوفمبر سنة ١٩٢٨ م في لاهور. ونشره في مجلة المجمع على حلقتين ٩/ ١٢٩ - ١٣٩، ١٩٣ - ٢٠٠.
(١) ليس هذا الاسم لكتاب مسكويه الموجود بخزانة رامبور.
(٢) في حفظي أني قرأت اسمه في بعض تآليف الجاحظ أو غيره ولكن فاتني تقييده.
(٣) طراز المجالس ص ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>