باسم مالك أزمة النظم والنثر ذي الرياستين عُصرة أهل العصر العلّامة
الشيخ حبيب الرَّحْمَن خان الشزواني
صاحب حبيب كَنج وصدر الصدور بايالة حيدر آباد الإِسلامية لأن تكوُّنَه حَسَنة من حسناته، فأخْلِقْ به أن يبدو منه وإليه يعود أدامه الله ما اخضرّ عُود
خادم العلم
عبد العزيز الميمني الراجكوتي الأثري
ربيع الآخر سنة ١٣٤٤ هـ
بسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
مصلّيًا على نبيّه الكريم ومسلّمًا * وعلى آله وصَحْبه، وذويه وحِزبه.
مررتُ في رِحلاتي الأخيرة في ذي الحجة الحرام سنة ١٣٤٣ هـ (بحبيب كَنج) قرية في أعمال عَلِي كَرْ (الهند) عند صاحبها وسائسها، وسُرسورها وحارسها، حضرة الفاضل اللوْذعيّ الرئيس مولانا الشيخ (حبيب الرَّحْمَن خان الشِرْواني) صَدْرِ الصدور بإِيالة حيدر آباد الإِسلامية. فلقيني بالبرّ والسناء، وحَفِيَ بي شأنَه بغيري من العلماء. وأكرم مثواي، ووسَّع مأواي. وأراني خزانته الحافلة بالأعلاق الفارسية والعربية، ولكن ضيق الفرصة حدا بي إلى أن آثرتُ التنقيبَ عن الآثار العربية فرأيتُ فيها من النوادر جُملة وصفتُها في مقالة لي بمعارف (أعظم كَر. الهند) ومنها نسخة من ديوان المتنبيء، وكتاب المُستجاد من فَعَلات الأجواد للقاضي أبي علي المحسّن التنوخي صاحب النِشْوار، والفَرَج بعد الشدَّة.
وكان بوُدي أن أعلّق من نسخة الديوان ما تمتاز به على سائر النُسَخ من الزيادات فأخذتُ في تقييده ولكن قلَّة الفراغ كان يثبّتُ من جأشي. إذ سألني صاحبها أن أصف له بعض ما يَهُمُّني شأنه من محتويات مكتبته فأبديتُ له بعض ذلك فوعد حفظه الله وَحرسَه عن نوائب الحدَثان بإِعارة النسخة مهما تهيَّأتُ للاستفادة وفَرَغتُ. فهذه نسخته لديَّ دالّةً على كرمه الذي وَرِثه كابرًا عن كابر، وأوصى به أوَّلهُم للآخر.