واعلم أن ابن فارس رحمه الله روى ألفاظ القوم كما رآها، وإلا فإنهم بأجمعهم متفقون على أحد المعنيين وهو الرد والردع والزجر، وأما الآخر فهو عند الكسائي حقًّا، وعند أبي حاتم ألا، وعند النضر أي، ويستعمل مع القسم وعليه خرج (كلا والقمر). وها هنا قول شاذ أغفل عنه لشذوذه؟ ونقله أبو حيان عن الفراء وأبي عبد الرحمن اليزيدي ومحمد بن سعدان أنه يأتي بمعنى صوف، قال: وهذا مذهب غريب. (١) هو قول ثعلب، قال أبو حيان: وهذه دعوى لا يقوم عليها دليل. ونقل ابن يعيش عنه أيضًا أنه قال: لا يوقف على كلا في جميع القرآن لأنها جواب والفائدة فيما بعدها هـ. وهذا القول كالأول بلادليل، مع أنهم مجمعون على جواز الوقف عليه إذا كان للرد. (٢) هو ثعلب وقد مر. وقوله "حكايته" كان في الأصل موضعه خطتر. ونقل قول ثعلب هذا في فقه اللغة ١٣٣ بقوله: وزعم ناس اهـ. (٣) أي كاللفظ بلا، وهي كناية عن قلة اللبث والسرعة، وفي الأمثال "أقل من لفظ لا" قال الكميت: كلا وكذا تغميضهم ثم هجتمُ ... لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا وفي شعر الحسن: أقل في اللفظ من لا. من إيضاح المطرزي والشريشي (المقامة ٣٩).