الزوايا وتراكم لديه على مرِّ الأيام مادة غزيرة لم يفته أن يرتبها ويصنفها تحت عناوين مختلفة -والإنتاج من هذا النوع لم يقدر لبعضه الإِكمال بينما بقي بعضه الآخر مهملًا لم يطبع بعد- لست أنسى عددًا ضخمًا من البطاقات كان الأستاذ يقيد فيها أمثال العرب وكانت المجموعة قد فاقت كل مجموعة قبلها، إلَّا أنَّه عرض لها عارض من تلف كسر همة الأستاذ فانقطع عن السير في العمل- ومن هذا النوع أيضًا الحواشي والتعليقات على معجم الأدباء لياقوت (طبعة مرجليوث) قامت مجلة المجمع مشكورة بنشر بعضها منذ سنوات ولا تزال البقية منها تنتظر دورها. كذلك الحواشي على خزانة الأدب للبغدادي ظهر بعضها في الطبعة التي لم يقدَّر لها إلَّا البداية فبقي السائر منها عانسًا في أوراق المسودة.
فالحمد لله أن سلمت البطاقات التي أشرت إليها في صدر هذه الكلمة من الضياع والتناثر- نعم! لقد أكلت الأرضة بعضها إلَّا أنَّه لا يصعب الاهتداء إلى قراءتها بعد التأمل. وقد رأيت إكرامًا للأستاذ ووفاء له إن أحرر ما جاء فيها وأقدّمه للنشر بعد التثبت من صحة ما أبهم أو انطمس في الأصل وإضافة بعض الطبعات الجديدة إلى المصادر- إذًا فليس لي من هذا العمل إلَّا النقل مع الاقتناع.
والموضوع شيق سبق إليه الأول أمثال السكَّري ومحمد بن حبيب ثم تعاوره الذين جاؤوا من بعد، إلَّا أنَّ من يتعدى الرسائل المفردة إلى المجاميع التي تذكر المعروفين بأمهاتهم من الشعراء عرضًا يجد متردِّمًا واسعًا، وقد نجح الأستاذ الميمني فعلًا في إضافة عدد لا بأس به إلى الأسماء التي جمعت تحت عنوان الباب من قبل- على كل حال إن فهرسًا مثل هذا إنما ينتج عن مثابرة في التنقيب وهو من أدوات البحث التي لا تخلو من تيسير وإفادة.
* * *
ابن أدَيَّة: أبو بِلال مِرداس بن حُدَير. أدَيَّة جَدَّة له جاهلية.
وأخوه ابن أدَيَّة: عُروة بن حُدَير، يقال إنَّه أوَّل من حكَّم. لهما شعر.
الكامل ٥٣٨، ٥٣٩، ٥٤٦، ٥٩٢، ٥٩٣ - الإِشراف ج ٤ ق ٢ ص ٨٨، ٨٩ - الاشتقاق ١٣٤، ١٣٥.