ليذكّرك بأولئك البدعين من كُتّاب القرن الرابع الهجري.
وأهلته مواهبه الفذّة، وكفاياته الرفيعة، وسجاياه الحميدة المحببة أن يحتلَّ بين علماء عصره المحل الأرفع، فاحتفَوْا به واحتفلوا له، وأحاطوه بضروب التكريم والتبجيل.
وكانت الفجيعة بفقده، رحمة الله، بالغة، وقد عبَّر أصدقاؤه وتلاميذه ومقدرو فضله عن المكانة التي كان يتبؤؤها، والفراغ الذي خلّفه (١).
٢
وقد انتدب الأستاذ محمد عُزير شمس لجمع العزيز النادر من مقالات العلامة الميمني تقديرًا "لمكانة هذا المحقق الجليل في نفوس الباحثين والمشتغلين بتحقيق التراث ونشره". فتتبع من مقالات المينمي وبحوثه المتناثرة في المجلات ما وافى المنهج الذي اختطه لعمله، وتجنب كتب الميمني المعروفة المتداولة. وقد بذل ما بذل حتى استقامت له مجموعة "بحوث وتحقيقات" مما كتب الميمني في مختلف مراحل حياته، وجعلها في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يحتوي جملة من مقالات الميمني تتناول موضوعات مختلفة.
والقسم الثاني: يتضمن ما حرره الميمني من نقد وتعريف بمجموعة من الكتب.
والقسم الثالث: يتألف من جملة نصوص محققة، جلُّها رسائل نادرة.
وقد وفّق الأستاذ عُزير في مختاراته، وقرّب هذه النصوص المشتتة النادرة إلى القراء والباحثين، فجزاه الله خير الجزاء. وأرجو أن ينظر ناظر في طبع كتب الميمني النادرة مثل خلاصة السير للطبري، وإقليد الخزانة وأمثالهما، لتصبح آثار الشيخ
(١) أجمعُ ما اطلعت عليه في هذا الباب المجلدان العاشر والحادي عشر من مجلة المجمع العلمي الهندي.