للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال من خَمْريّة (١):

قدر المُدامة فوق قدر الماءِ ... فارغبْ بكأسِك عن سِوى الأكْفاءِ

ما لي ومزْجَ الراح إلا في فمي ... بالرِيق من فمِ غادةٍ حسْناء

ذاك المِزاجُ وإِن تعدّاني الذي ... في المُزْن من ذي رِقَّة وصفاء

أشهى وأبلغ في الفؤاد مسرَّةٌ ... من غيره وأدبُّ في الأعضاء

لي الصِرْفُ إِن فرِح النديم ولم أكن ... مستأثرًا فيها عن النُدماء

(٣)

وقال يرثي (٢):

المنايا حَتْمٌ فطوبى لنفس ... سَلَّمَتْ بالرِضى لحكم القضاءِ

لو بوَدِّي قَتلتُ نفسي لألقا ... هـ ولكنْ خشِيت فوق اللِقاء

الباء

(٤)

وقال من قصيدة (٣):

تَثَبَّتْ لا يُخامِرْك اضطراب ... فقد خضعتْ لعِزَّتك الرِقابُ


(١) بساط العقيق ص ٧٠ وهناك سوا (موضع سوى) ودأب (موضع أدب) وفرج (موضع فرح) ومستأثر (موضع مستأثرًا).
(٢) الغيث المنسجم في شرح لامية العجم للصلاح الصفدي ٢: ٢٦٢ - ٢٦٣ - الود الحبيب يقول يا ليتني قتلت نفسي بدل حبيبي أو فداء عليه حتى ألقاه في الآخرة ولكنني أخشي العذاب فإن قتل الرجل نفسه حرام أوعد عليه.
(٣) الذخيرة لابن بسام (ونقلناه عن مجموعة أماري الإيطالي في تاريخ صقلية ص ٦٥٠) والبساط ص ٦٠ - قال ابن بسام وذكر هجوم أسطول الروم ليلًا على المهدية فأصبح البحر ثنايا، تطلع منايا. واكاما، تحمل موتا زؤاما. فدخل على المعز حين وضح الفجر فوجده في مصلاه والرقاع عليه ترد، والشمع بين يديه تتقد. فقام ينشده قصيدته التي أولها "تثبت" البيت فقال له مه! متى عهدتني لا أتثبت؟ إذا لم تجئنا إلا بمثل هذا فمالك لا تسكت عنا. ثم أمر بالرقعة التي فيها القصيدة فمزقت ولم يقنعه حتى أدناها إلى الشمع فأحرقت فخرج ابن رشيق من عنده على غير طريق وكان وجهته إلى صقلية. إلى آخر =

<<  <  ج: ص:  >  >>