للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رشيق الأزدي وكنا شاعري حضرته وملازمي ديوانه فقال: أحب أن تصنعا بين يديَّ قطعتين في صفة الموز على قافية الغين فصنعنا حالًا من غير أن يقف أحدنا على ما صنعه الآخر فكان الذي صنعته "يا حبذا الموز .. " الأبيات الثلثة. والذي صنعه ابن رشيق "موز سريع." الأبيات الأربعة - فأمرنا للوقت أن نصنع فيه على حرف الذال فعملنا ولم يُرِ أحدُنا صاحبِه ما عمل فكان الذي عملته "هل لك .. " الأبيات الستة من الرجز - وما عمله ابن رشيق:

لله مَوْز لذيذُ ... يُعيذه المستعيذ

فواكهٌ وشرابٌ ... به يُداوى الوقيذ

تَرَى القذى العينُ في ... كما يُريها النبيذ

قال ابن شرَف فأنت ترى هذا الاتفاق لما كانت القافية واحدة والقصد واحدًا. ولقد قال من حضر ذلك اليوم ما ندري ممٌ نتعجّب أمن سرعة البديهة أم من غرابة القافية أم من حسن الاتفاق.

(٥١)

وقال (١):

يا ربّ لا أقْوى على دفْع الأذى ... وبكَ استعنت على الضعيف الموذِي

ما لي بعثتَ إليَّ ألف بعوضة ... وبعثتَ واحدةً إلى نمْرُوذ

الراء

(٥٢)

وقال (٢):

بين أجفانك سِحْرُ ... ولأغصانك بَدْرُ

جرّدت عيناك سَيفَيـ ... ـن لذا أمْرُك أمْرُ

فعلى خدّيك من نزْ ... ف دِما العُشَّاقِ أثر


(١) ابن خلكان ١: ١٣٣ والشريشي ٢: ٤٥ والبساط ٧٥ وغيرها.
(٢) الشريشي ٢: ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>