للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستظرفه وأنشدني:

(يا ساقيَ الراح إسقِ صحبي ... وواسِني إنني أُواسي)

(وانظر إلى حيرة الثُرَيّا ... والليل قد شد باندماس)

(ما بين بهرامها الملاحي (١) ... وبين برجيسها المواسي)

(كأنّها راحة أشارت ... لأخذِ تُفاحة وكاس)

(٥٩)

وقال (٢) وهو من سائر شعره:

في الناس من لا يرتجى نفعُه ... إلا إذا مُسّ بإضرار

كالعُوْد لا يُطمَع في طِيبه ... إلا إذا أُحرق بالنار

(٦٠)

وقال الزاهي (٣) وقيل لابن رشيق في الغيم والمطر والبرق:

خليلَيَّ هل للمزن مقلة عاشق ... أم النار في أحشائها وهي لا تدري

سحابٌ حكت ثكلَى أصيبت بواحد ... فعاجت له نحو الرياضِ على قبر

ترقرق في دمعًا في خدود توشَّحت ... مطارفُها بالبرق طرزًا من النبرِ

فوشي بلا رَقْم ونسجٌ بلا يد ... ودمع بلا عين وضِحكُ بلا ثغر

(٦١)

وقال في الحمام (٤):

ومرتَهَنٍ لدَى الحمّام أضحى ... وحالاه لأصحاب السعير

إذا سَئِموا العذاب أو استغاثوا ... أغاثوهم بباب الزَمهَرِير


(١) يريد اللاحي واللائم.
(٢) معجم الأدباء ٣: ٧٢ وبغية الوعاة ٢٢٠ والحلل السندسية والبساط ٦٦ و ٨٥ - والعجب من ياقوت حيث يقول ٦: ١٤٣ في ترجمة أبي القاسم الفضل بن محمد النحوي قال القاسم بن محمد بن الحريري أنشدنا شيخنا المذكور لنفسه في الناس البيتين اهـ ملخصه. وعزا الصفدي البيتين (في نكت الهميان ص ٢٢٧) إلى أبي القاسم الفضل بن محمد القصباني شيخ الحريريّ والتبريزي.
(٣) هذا لفظ النواجي في حلية الكميت ص ٣٢٩.
(٤) الشريشي ١: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>