للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتبادرت دِرَرُ الشئون على (١) ... خذِّي كما يتناثر العقد

أو نَضحُ عَزْلاءِ الشَّعيب وقد ... راحَ العسيفُ بِمِلْئِها يَعْدُو (٢)

خَلق دعد

لهفي على دَعْد وما خُلقت (٣) ... إلا لجرّ تلهّفي دعدُ

بيضاءَ قد لبس الأديمُ بَها ... ءَ الحُسن فهو لجلدها جلد

ويزين فَوْدَيها إذا حَسرت ... ضافي الغدائر فاحمٌ جَعْد

فالوجه مثلَ الصبح مبيضُّ ... والشَعر مثلَ الليل مسودّ (٤)

ضدّان لما استَجْمَعا حَسُنا ... والضدّ يُظهر حُسْنَه الضِدّ

وجبينها صَلْت وحاجبها ... شَخْتُ المخَط أزَجُّ ممتدّ

وكأنها وَسْنَى إذا نظرتْ ... أو مُدْنَفٌ لما يفِقْ بَعْدُ

بفُتور عينٍ ما بها رَمَدٌ ... وبها تُداوى الأعيُنُ الرُمْدُ

وتُريك عِرنينًا يزيّنه ... شَمَمٌ وخَدًّ [ا] لونُه الورد

وتجيل مسواكَ الأراك على ... رَتِلٍ (٥) كأنَّ رُضابه الشَهْد

والجيد منها جيدُ جازئة ... تعطو إذا ما طالهَا المَرْد

وامتدّ من أعضادها قَصَبٌ ... فَعْمٌ تلتْه مرَافق دُرْد (٦)

والمِعْصَمان فما يُرَى لهما ... من نعْمة وبضاضةٍ (٧) زَند

ولها بنان لو أردتَ له ... عَقْدًا بكفّك أمكن العَقد

وكأنما سُقيت ترائبُها ... والنحرُ ماءَ الورد إذ تبدو

وبصدرها حُقَّان خِلْتُهما ... كافورتين علاهما نَدّ


(١) في الأصل "دور الشئون" مصحفا ودرر جمع درة ما يدر من المطر واللبن.
(٢) هذا ما فتح الله به على. والا فإن الأصل "غزلان ... بمالها بعد". ولله الحمد على ذلك.
(٣) في الأصل "وما حفلت الاتجر".
(٤) هذا البيت والذي يتلوه أنشدهما ابن جني في شرح قول المتنبي وبضدهما تتبين الأشياء على أنهما للمنبجي وهو دوقلة على ما كنا نقلنا في الزهراء (٣: ٢٢٥) عن أبي بكر ابن خير. انظر التبيان ١: ١٦ والواحدي بومباي ٨ وبرلين ١٩٧.
(٥) سن كثير البياض والماء. والمصدر رتل محركا.
(٦) ليس بها نتوء عظم كالذين لا أسنان لهم. وفي الأصل بدل تلته "دهته" ولعل الأصل زهته.
(٧) هذا الصواب. وغضاضة في بلوغ الأرب ٢: ٢٠ أظنه مصحفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>