للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(و ١٦) من ظلم من الملوك (١) فقد خرج من كرم الملك والحرية وصار إلى دناءَة الشره (٢) والنقيصة والتشبه بالعبيد والرعية.

إذا ذهب الوفاء نزل البلاء، وإذا مات الاعتصام عاش الانتقام.

إذا ظهرت الخيانات تمحَّقت (٣) البركات.

الهزل آفة الجد، والكذب عدو الصدق، والجور مفسد العدل. فإذا استعمل الملك الهزل ذهبت هيبته وإذا استصحب الكذب استُخف به وإذا أظهر الجور فسد سلطانه.

(و ١٧) الحزم انتهاز الفرصة عند القدرة وترك الونى فيما يخاف عليه الفوت.

الرياسة لا تتم إلا بحسن السياسة ومن طلبها صبر على مضضها.

باحتمال المؤن يجب السؤدد، وبالإِفضال تعظم الأخطار، وبصالح الأخلاق تزكو الأعمال.

إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه، والسلاح عند من لا يستعمله، والمال عند من لا ينفقه، ضاعت الأمور.

(و ١٨) على الملك أن يعمل بثلاث خصال: تأخير العقوبة في سلطان الغضب، وتعجيل مكافاة المحسن، والأناة فيما يحدث. فإن له في تأخير العقوبة إِمكان العفو وفي تعجيل المكافأة بالإِحسان المسارعة بالطاعة من الرعية والجند وفي الأناة انفساح الرأي واتِّضاح الصواب.

(و ١٩) الحازم فيما أشكل عليه من الرأي بمنزلة من أضلّ لؤلؤة فجمع ما حول مسقطها من التراب فنخله حتى وجدها كذلك الحازم جامع جميع الرأي في الأمر المشكل ثم يُخلّصه ويسقط (٤) بعضه حتى يخلص منه الرأي الخالص.

لا ضَعة (٥) مع حزم، ولا شرف مع عجز، والحزم مطية النجح، والعجز يورث الحرمان.


(١) من ظلم المملوك.
(٢) ت الشر والمعصية وتشبه.
(٣) استخفت.
(٤) ت الخطأ.
(٥) ت لا ضيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>