للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥: ٢٦٨) وبغية الوعاة (٦٩) وغيرها.

اسمه ونسبه وبلده: هو أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الباوردي المطرز الزاهد غلام ثعلب. لم يزد أحد من مترجميه شيئًا على هذا وهو بغدادي المنشأ قال النديم وكان ينزل في سكة أبي العنبر وجاء عنده بعد أسطر (منله أبي العنبر) ولم يذكرهما ياقوت في معجمه. وباوَرْدُ الذي نُسب إليه هو بليدة خراسان أبيورد التي منها أبو المظفر الأبيوردي الشاعر وكانت صناعة أبي عمر تطريز الثياب فسمي من أجل ذلك المطرّز وأبو عمرو بالواو والمطرزي بياء النسبة على ما جاء في خزانة البغدادي تصحيفان. ولم يذكره السمعاني في ترجمة المطرز من أنسابه قال ابن خلكان ولكن ذكره في ترجمة غلام ثعلب أقول ولكني لم أجده في طبعة الأنساب لا في غلام ثعلب ولا في الباوردي أيضًا. وأما تسميته بالزاهد فما أدري ما وجهه غير أن أبا بكر بن خير الإِشبيلي روى بسنده إلى أبي ذر الهروي أنه قال أبو عمر المطرز الزاهد زاهد في الدنيا والآخرة ولعله كما قال (١) أبو نصر المغازي وقد شكا إليه أبو العلاء حسد الناس وكذبهم عليه "على ماذا حسدوك فقد تركت لهم الدنيا والآخرة" فقال أبو العلاء والآخرة!!! وجعل يكررها أي أنه نبز أبا عمر وآذاه بالطعن.

شيوخه وتلامذته: صحب أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبًا زمانًا طويلًا وأكثر من النقل عنه ولذلك سمي غلام ثعلب ويظهر من اليواقيت أنه أخذ عن المبرد أيضًا وقال النديم (٢) في كتاب الألفاظ لكلثوم بن عمرو العتابي أنه رواه أبو عمر الزاهد عن المبرد قال وهذا طريق. وسمع الحديث من موسى بن سهل الوشاء ومحمد بن يونس الكديمي وأحمد بن عبيد الله النرسي وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأحمد بن سعيد الجمال وبشر بن موسى الأسدي وجماعة غيرهم. روى ابن (٣) القارح عن شيخه أبي الطيب اللغوي قال: قرأت على أبي عمر الفصيح وإصلاح المنطق حفظًا وقال لي أبو عمر كنت أعلق اللغة عن ثعلب على خزف وأجلس على دجلة أحفظها وأرمي بها. قال الذهبي ولا أعلمُه رحل.

أخذ عنه أبو علي الحاتمي الأديب من علماء حضرة سيف الدولة وصاحب


(١) انظر أبو العلاء وما إليه ص ٢٢٣.
(٢) ص ١٢١.
(٣) رسالته سنة ١٣٣١ هـ ص ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>