للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الكتاب كما تراه في نسختنا هذه يحمله ابن أبي سعد الورّاق عن أبي الأشعث الكندي، ويقول البكري في معجمه (١) (وجميع ما أُورده في هذا الكتاب عن السكوني فهو من كتاب أبي عبيد الله عمرو بن بشر بن مرثد السَكوني في جبال تهامة ومحالّها يحمل جميع ذلك عن أبي الأشعث الكنديّ عن عرّام بن الأصبغ السُلَمي الأعرابيّ)، وكذلك يقول ياقوت في رسم النَقِرة (قال أبو عبيد الله السَكوني هكذا ضبطه ابن أخت الشافعيّ بكسر القاف) فما لنا لا نترك إذنْ عزوه إلى أحد الرجلين ابن أبي سَعْد أو السكونيّ، ونُلزقه (٢) بمُمليه وهو عَرّام؟ الذي لا محيد عنه.

ولا أعرف عنه غير أن البكري وياقوت وقفا عليه وانتشلا جُلّ ما فيه أو كلّه، وربّما ينقل البكري كلام عَرّام على طوله في نحو صفحة، كما فعل في عدّة أماكن تراها في التعليقات. ولكن عبارة ياقوت أوْفَقُهما لنسختنا هذه. وجعلت (مم) علامة لمعجم ما استعجم للبكري و (مي) علامة لمعجم البلدان لياقوت. وألمّ به الحاجّ خليفة (٣) إلمامة خفيفة تدل على أنه لم يره رأي العين.

ويظهر أن نسخ الكتاب كانت مختلفة جدَّ اختلاف منذ قديم. وقد أورث هذا الاختلاف تضاربًا في الأقوال واختلافًا في تسمية الأماكن ووصفها وتحديدها فاحشًا غير هيّن. ولا أرى العناية برفعه الآن ونحن في القرن الرابع عشر إلَّا نوعا من الخبل وضربًا في حديد بارد، فتركته على غَرة بعد التنبيه عليه ولَفْت الأنظار إليه. هذا وترى عند البكري في رسم بُحرة ص ١٤٠ كلامًا عنه لا أثر له في هذه النسخة.


(١) ٥ و ٤١٥ وترجم في الأدباء ١: ٤٠٩ لأبي عبيد أو عبد الله السكوني ولكنه سمّاه أحمد بن الحسن بن إسماعيل.
رجعنا إلى طبعة مصطفى السقّا من معجم البكري للتثبت من النقول وكلما احتجنا إلى المراجعة (محمد اليعلاوي).
(٢) ٤١٥.
(٣) باريس رقم ٧٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>