للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبات وشجر من الغَرَب والبَشام، إلا يسوم وقِرْقِد (١) فإنهما (٢) لا يُنبتان غير النبع والشوحط، ولا يكاد أحد يرتقيهما إلا بعد جهد، وإليهما تأوي القرود، وإفسادها على أصحاب قصب السكر كثير. وفي هذه الجبال أوشال عِذاب وعيون، غير قِرْقِد ويسوم فليس فيهما إلَّا ما يُجمع في القِلات من مياه الأمطار بحيث لا يُنال ولا يُعرف مكانه، وقال الشاعر (٣) في يسوم وقِرْقِد:

سمعتُ وأصحابي تَحُث ركابُهم ... بنا بين رُكن من يسومَ وقِرْقِد

فقلت لأصحابي قِفوا لا أبا لكم ... صدورَ المطايا إن ذا صوت مَعْبد

والطريق من بستان ابن عامر إلى مكة على (قَفَل) (٤) وقَفَل الثنية التي تُطلعك على قرن المنازل حيال الطائف تُلْهِزك من عن يسارك وأنت تؤم مكة متقاودة، وهي جبال حُمر شوامخ أكثر نباتها القَرَظُ.

ومن جبال مكة (أبو قُبيس) ومنها (الصَفا) و (الجبل (٥) الأحمر) وجبل أسود مرتفع يقال له (الهَيلاء) (٦) يُقطع منه الحجارة للأرحاء، و (المروة) (٧) جبل إلى الحُمرة ما هو، و (ثَبير) جبل شامخ يقابله (حِراء) (٨) وهو جبل شامخ أرفع من ثبير في أعلاهُ قلّة شامخة زَلوج ذكروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتقى ذِروتَه ومعه النفر من الصحابة فتحرك فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسكُنْ حِراءُ، فما عليك إلا نبيّ أو صِديق أو شهيد (٩) وليس في شيء (١٠) منهما ماء. ثم جبال (عَرَفات) تتصل بها (جبال


(١) من مي (يسوم وترتد) وفي مم ٨٠٥ و ١٤٢ ابَدْبَد وأصلنا فرقد.
(٢) الأصل مالهما.
(٣) مي (يسموم وقرفد) مم ٨٠٥، ومعبد هو المغني المعروف صاحب قصبات السَبْق.
(٤) كذا مي وفي مم ٨٠٥ قفيل.
(٥) أخلا به.
(٦) مي وأخل بذمم.
(٧) هما.
(٨) مي.
(٩) زاد مي: وليس بهما نبات ولا في جميع جبال مكة إلا شيء يسير من الضيهأ يكون في الجبل الشامخ وليس في شيء منها ماء.
(١٠) منّي والأصل منها وهو صحيح أن كان الخرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>