(٢٠٧) عن عبد اللهِ بن السَّعْدِيِّ قَال: أنهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ في خِلَافَتِهِ؛ فَقَال عُمَرُ: ألَمْ أُحَدَّثْ أَنكَ تَلِي مِنْ أعْمَالِ النَّاس أَعْمَالًا، فَإذَا أعْطِيتَ الْعَمَالةَ كَرِهْتَهَا؟ فَقَال: بَلَى. فَقَال عُمَرُ: مَا تُرِيدُ مِنْ ذَلِكَ؟ قلْتُ: إِنَّ لَي أفْرَاسًا وَأعْبدًا وَأنَا بخَير، وَأُرِيدُ أن تَكُوْنَ عُمَالتِي صَدَقَةً عَلَى المُسْلِمِينَ. قَال عُمَرُ: لا تَفْعَلْ، فَإِنِّي كُنتُ أرَدْتُ الذِي أرَدْتَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعْطِينِي الْعَطَاءَ فَأَقُولُ: أعْطِهِ أفْقَرَ إِلَيهِ مِنِّي، حَتى أعْطَانِي مَرَّةً مَالًا فَقُلْتُ: أعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيهِ مِني. فَقَال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: [خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ -وَأَنْتَ غَيرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائلِ- فَخُذهُ، وَإِلَّا فَلَا تُتْبعْهُ نَفْسَكَ]. رواه البخاري في الصحيح: كتاب الأحكام: باب رزق الحاكم والعاملين عليها: الحديث (٧١٦٣ و ٧١٦٤). وعند مسلم في الصحيح: كتاب الزكاة: الحديث (١١٠/ ١٠٤٥) من طريق عبد الله بن عمر. والنَّسائيّ في السنن: ج ٥ ص ١٠٣ - ١٠٥. (٢٠٨) المائدة / ٦٧.