قال أبو عبد اللَّه: يمكن أن يكون هذا قبل أن تنزل الفرائض.
وقال: أخبرني محمد بن علي قال: ثنا أبو بكر الأثرم، أنه قال لأبي عبد اللَّه في الحديث الذي يروى "أعتقها فإنها مؤمنة"؛ قال: ليس كل أحد يقول فيه إنها مؤمنة، يقولون: أعتقها، قال: ومالك سمعه من هذا الشيخ هلال بن علي لا يقول: فإنها مؤمنة، قال: وقد قال بعضهم: فإنها مؤمنة فهي حين تقر بذلك، فحكمها حكم المؤمنة. هذا معناه.
وقال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: سمعت أحمد بن حنبل يوما، وذكر هذا الحديث -يعني: حديث الجارية التي أتي بها رسول اللَّه- فقال: هم يحتجون به -يعني: المرجئة- وهو حجة عليهم -يعني: المرجئة- يقولون: الإيمان قول. والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يرض منها حتى قال: تؤمنين بكذا، تؤمنين بكذا.
وقال: أخبرني الحسين بن الحسن قال: ثنا إبراهيم بن الحارث، أنه سأل أبا عبد اللَّه عن قول النبي:"أعتقها فإنها مؤمنة"، فقال أبو عبد اللَّه: ليس كل أحد يقول فيه: أعتقها فإنها مؤمنة، يقولون: أعتقها، وأما من قال: فإنها مؤمنة حين تقر بذلك، فحكمها حكم المؤمنة.
"السنة" للخلال ١/ ٤٥٥ - ٤٥٦ (٩٩٠ - ٩٩٣)
قال الخلال: أخبرني محمد بن علي قال: ثنا مهنا قال: سمعت أحمد يقول: وذكر رجل عند عبد الرحمن بن مهدي قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ وَشَقَّ الجُيُوبَ أَوْ دَعا دَعْوى الجاهِلِيَّةِ"(١) فقال الرجل: إنما هو ليس مثلنا، فقال عبد الرحمن لن مهدي منكرًا لقول الرجل: أرأيت
(١) رواه أحمد ١/ ٣٨٦، والبخاري (١٢٩٧) ومسلم (١٠٣) من حديث ابن مسعود.