للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مخلوق. يوجع ضربًا، ويحبس حتى يموت، وقال مالك رحمه اللَّه: اللَّه في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو من شيء، وتلا هذِه الآية: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: ٧] وعظم عليه الكلام في هذا واستشنعه (١).

"السنة" لعبد اللَّه ١/ ١٠٦ - ١٠٧ (١١)

قال أبو طالب: سألت أبا عبد اللَّه عن رجل قال: إن اللَّه معنا، وتلا هذِه الآية: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧]، قال أبو عبد اللَّه: قد تجهم هذا، يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧]، العلم معهم.

وقال في (ق): {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦)} [ق: ١٦] فعلمه معهم.

"الإبانة" كتاب الرد على الجهمية ٣/ ١٥٩ - ١٦٠ (١١٦).

وقال حنبل: أنه سئل عن قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤] وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧]، قال: علمه: عالم بالغيب والشهادة، علمه محيط بالكل. وربنا على العرش، بلا حد (٢)، ولا صفة، وسع كرسيه السماوات والأرض بعلمه.

"شرح أصول الاعتقاد" لللالكائي ٣/ ٤٤٦ (٦٧٥).


(١) رواه عبد اللَّه أيضًا في "العلل" (٤٧٨٣).
(٢) نفي الحد معناه نفي أنَّ العباد يحدوا اللَّه أو صفاته بحد، أو يقدرون ذلك بقدر، وإثبات السلف للحد معناه أنه في نفسه له حد لا يعلمه غيره، وهكذا كان سائر كلام السلف يثبتون الصفات وينفون علم العباد بكنهها.
ويوضح ذلك قوله بعدها: (ولا صفة).

<<  <  ج: ص:  >  >>