للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذا بدعة، والتسليم للَّه بأمره، ولم يزل اللَّه متكلمًا عالمًا، غفورًا، عالم الغيب والشهادة، عالم الغيوب؛ فهذِه صفات اللَّه وصف بها نفسه، لا تدفع، ولا ترد، وقال: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥] {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: ٢٣]. هذِه صفات اللَّه وأسماؤه، وهو على العرش بلا حد، وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كيف شاء، المشيئة إليه والاستطاعة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] كما وصف نفسه، سميع بصير، بلا حد، ولا تقدير.

قلت لأبي عبد اللَّه: والمشبهة ما يقولون؟ قال: بصر كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي. فقد شبه اللَّه بخلقه وهذا كلام سوء، والكلام في هذا لا أحبه. وأسماؤه وصفاته غير مخلوقة؛ نعوذ باللَّه من الزلل والارتياب والشك، إنه على كل شيء قدير (١).

"الإبانة" لابن بطة كتاب "الرد على الجهمية" ٣/ ٣٢٦ - ٣٢٧ (٢٥٢).

وقال في رواية أبي طالب: "قلب العبد بين أصبعين" (٢)، و"خلق آدم بيده" (٣) وكلما جاء الحديث مثل هذا قلنا به.

قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه في الأحاديث التي تروى "إن اللَّه تبارك


(١) رواها الخلال في "السنة" ٢/ ٢٢٥ - ٢٢٦ (١٨٥٨)، وآثارنا ذكرها عن ابن بطة لوجود زيادة كبيرة ليست عند الخلال، وقد ذكرها ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية" ٢/ ٦٢٢ - ٦٢٨، ٦/ ٥١٢ - ٥١٣.
(٢) رواه الإمام أحمد ٢/ ١٦٨، ومسلم (٢٦٥٤) من حديث عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما-.
(٣) رواه الإمام أحمد ٢/ ٣٩٢، والبخاري (٣٣٤٠)، ومسلم (١٩٤) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>