للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال أحمد: وكيف تصنعون بحديث خباب: "إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه" (١).

قال: فيئسنا منه.

فقال أحمد: لست أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلا بالسيف، إنما أخاف فتنة بالسوط، وأخاف ألا أصبر.

فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك فقال: لا عليك يا أبا عبد اللَّه، فما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي. فكأنه سري عنه، ورد من الرقة وحبس.

"مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص ٣٩٤

قال أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حنبل، وذكر الذين حملوا إلى الرقة إلى المأمون وأجابوا، فذكرهم أبو عبد اللَّه بعد ذلك فقال: هؤلاء لو كانوا صبروا وقاموا للَّه لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل -يعني: المأمون- ولكن لما أجابوا وهم عين البلد اجترأ على غيرهم.

وكان أبو عبد اللَّه إذا ذكرهم اغتم لذلك ويقول: هم أول من ثلم هذِه الثلمة وأفسد هذا الأمر.

قال أبو علي حنبل: وكان أول من حمل للمحنة هؤلاء السبعة، جاء كتاب المأمون في أمرهم أن يحملوا إليه ولم يمتحنوا هاهنا، وإنما أخرجهم إليه فأجابوه بالرَّقة، وكانوا: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقَي، وإسماعيل الجوزي،


(١) رواه الإمام أحمد ٥/ ١٠٩، والبخاري (٣٦١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>