سبحانه: يا إسرافيل، ما تقول في القرآن؟ فقال: كلامك اللهم لك.
فقال اللَّه له: ومن أين لك هذا؟ فقال إسرافيل: رأيتُ ذلك في اللوح المحفوظ.
فجيء باللوح، فوقف بين يدي اللَّه، فقال له: أيها اللوح، ما تقول في القرآن؟ فقال: كلامك اللهم لك.
فقال اللَّه تعالى له: من أين لك هذا؟ فقال اللوح: كذا جرى القلم علي.
فأتي بالقلم حتى وقف بين يدي اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ له: يا قلم، ما تقول في القرآن؟ فقال القلم: كلامك اللهم لك.
فقال اللَّه: من أين لك هذا؟ فقال القلم: أنت نطقت وأنا جريت.
فقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: صدق القلم، صدق اللوح، صدق إسرافيل، صدق جبريل، صدق محمد، صدقت عائشة، صدق عروة، صدق الزهري، صدق معمر، صدق عبد الرزاق، صدق أحمد بن حنبل، القرآن كلامي غير مخلوق.
قال سليمان السجزي: فوثب عند ذلك المعتصم فقال: صدقت يا ابن حنبل. وتاب المعتصم، وأمر بضرب رقبة بشر المريسي وابن أبي دؤاد، وأكرم أحمد بن حنبل وخلع عليه، فامتنع من ذلك فأمر به فحمل إلى بيته.
"طبقات الحنابلة" ١/ ٤٣٨ - ٤٤٣
قال ميمون بن الأصبغ: سمعت المعتصم يوم المحنة يقول لأحمد: بلغني أنك تقول: إن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق؟
فقال له: أصلح اللَّه أمير المؤمنين البلاغات تزيد وتنقص.