للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له أمير المؤمنين: فأيش تقول؟

قال: أقول: غير مخلوق على أي الحالات كان.

قال: ومن أين قلت؟ . فقال: حدثني عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن كلام اللَّه الذي اختص به موسى مائة ألف كلمة وثلاثمائة وثلاثة عشر كلمة" (١) فكان الكلام من اللَّه والاستماع من موسى. .

إلى أن قال: قال أحمد: قال اللَّه تعالى: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة: ١٣] فإن يكن القول من اللَّه فالكلام كلام اللَّه.

وقال ميمون بن الأصبغ: لما ضرب أحمد سوطًا قال: بسم اللَّه.

فلما ضرب الثاني قال: الحمد للَّه، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.

فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق.

فلما ضرب الرابع قال: لن يصيبنا إلا ما كتب اللَّه لنا.

فضربوه تسعة وعشرين سوطا، وكانت تكة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزلت السراويل إلى عانته، فرمى بطرفه نحو السماء، وحرك شفتيه، فما كان بأسرع أن بقي السراويل فلم تنزل.

وذكر الكلام إلى أن قال: فدخلت إلى أحمد بعد سبعة أيام من ضربه وهو يقرأ في مصحف بين يديه، فقلت: يا أبا عبد اللَّه، رأيتك يوم ضربوك وقد انحل سراويلك، فرفعت طرفك نحو السماء ورأيتك تحرك شفتيك، فأيش قلت؟ قال: قلت: اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به


(١) لم أقف عليه، وانظر حديث ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>