{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦] فيسمع مخلوقًا، وجبريل جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمخلوق؟ !
"الإبانة" لابن بطة كتاب الرد على الجهمية ١/ ٢٩٤ - ٢٩٥ (٦٤)
قال ابن بطة: قال أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء: حدثنا أبو نصر عصمة بن أبي عصمة قال: حدثنا الفضل بن زياد قال: حدثنا أبو طالب -أحمد بن حميد- عن أبي عبد اللَّه، قلت: قد جاءت جهمية رابعة. قال: ما هي؟ قلت: زعموا أن إنسانًا أنت تعرفه قال: من زعم أن القرآن في صدره فقد زعم أن في صدره من الألهية شيئًا.
قال: ومن قال هذا فقد قال مثل ما قالت النصاري في عيسى أن كلمة اللَّه فيه. وقال: ما سمعت بمثل هذا قط.
قلت: هذِه الجهمية. قال: أكبر من الجهمية من قال هذا؟
قلت: إنسان. قال: لا تكتم عليَّ مثل هذا.
قلت: موسى بن عقبة. وأقرأته الكتاب فقال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، فقال: ليس هذا صاحب حديث، وإنما هو صاحب كلام، لا يفلح صاحب كلام. واستعظم ذلك وقال: هذا أكثر من الجهمية، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ينزع القرآن من صدوركم"(١).
(١) رواه ابن ماجه (٤٠٤٩) والحاكم ٤/ ٤٧٤ بنحوه من حديث حذيفة بن اليمان، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وصحح إسناده البوصيري في "زوائده" ص ٥٢٢ (١٣٥٧) وقال: رجاله ثقات. وكذا الألباني في "الصحيحة" (٨٧). وقد ذكرها الذهبي في "تاريخ الإسلام" ١٨/ ٨٦ وقال: الملفوظ كلام اللَّه، وهو غير مخلوق، والتلفظ مخلوق لأن التلفظ من كسب القارئ، وهو الحركة، والصوت، وإخراج الحروف، فإن ذلك مما أحدثه القارئ، ولم يحدث حروف القرآن ولا معانيه، =