للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في حديث جابر: "إن قُرَيْشًا مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي".

وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لمعاوية بن الحكم: "إِنَّ هذِه الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ الآدميين إلا القرآن" (١)، فالقرآن غير الكلام.

وقال أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه: لا، ولكنه كلام اللَّه وقوله.

قال أبو عبد اللَّه: ما أحسن ما احتججت! جبريل جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمخلوق، والنبي عليه السلام جاء إلى الناس بمخلوق؟ !

قلت: يحزنني أن أقول: هذا كلام جهم -وعلى كل حال هو كلام اللَّه عز وجل. قال: نعم.

ثم أتيته بعد ذلك، فقال: قد وجدت فيه غير آية: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (١٠٦)} [الإسراء: ١٠٦].

وفي سورة الجمعة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} [الجمعة: ٢] (٢).

قال الخلال: وأخبرني محمد بن علي قال: ثنا يعقوب بن بختان قال: ذكرت لأبي عبد اللَّه أمر الشراك وما جاء فيه من طرسوس فقال: تحذر عنه ولا يجالس ويجفى من دفع عنه وجالسه إذا كان يخبره أمره، إلا أن يكون رجلا جاهلا.

قال: وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حنبل: جاءنا كتاب ابن حبان النجار من طرسوس، وفيه كلام الشراك وما شهدوا عليه (٣).


(١) رواه الإمام أحمد ٥/ ٤٤٧، ومسلم (٥٣٧) من حديث معاوية بن الحكم السلمي.
(٢) رواه ابن بطة في "الإبانة" الرد على الجهمية (١/ ٣٣٥ - ٣٣٩) رقم (١٤١، ١٤٣).
(٣) أخرج نحوه ابن بطة في "الإبانة" كتاب الرد على الجهمية (١/ ٣٣٨) (١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>