فقال أبو عبد اللَّه: يحذر عنه وكان قال: لفظي بالقرآن مخلوق.
قال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إني قلت لأبي ثور: وسألته عن الشراك، قال: هذِه بدعة. فغضب غضبا شديدا، وقال: هكذا أراد أن يقول: بدعة! هذا كلام جهم بعينه.
قلت: فقد جاءني كتاب من طرسوس يذكرون فيه أمر الشراك وما [. . .](١) عنه. قال: يحذر عنه.
قلت: أخبرني رجل من أصحاب الشراك ممن يدفع عنه أنه تكلم بطرسوس إنسان يقال له: أبو حنيفة بهذا الكلام -يعني: لفظي بالقرآن مخلوق- ثم جاء بعد هذا الكلام غلام فتكلم هذا الكلام، وكانوا يرونه يلزم الشراك، فقالوا له: عمن أخذت هذا؟ قال: بيني وبينكم أحمد الشراك. فجاءوا إليه، فقال: هذا يجوز في كلام العرب، وحسن قول الغلام. وقلت: وهو يحلف أني لم أقل. فأي شيء تقول؟ قال: يجفى.
قلت: ومن دفع عنه؟ قال: يجفى.
وأمرني أبو عبد اللَّه أن أحذر عنه، وأهجر من جلس إليه، فأخبرت أبا عبد اللَّه بقدومه إلى بغداد؛ فأمرني أن أحذر عنه، وعن كل من جلس إليه حتى يظهر توبة صحيحة.
قلت: فإن الشراك يقول: لم أقل، فكيف أتوب؟ فقال أبو عبد اللَّه: كذب، هؤلاء يحكون عنه ويشهدون -يعني: الذين شهدوا عليه بطرسوس.
قلت: فيجفى من جلس إليه ودفع عنه؟ قال: نعم، إلا رجلا جاهلا لا يدري فيحذر عنه.