للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت لأبي عبد اللَّه: إن رجلا من أصحاب الشراك قال: الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل.

فقال أبو عبد اللَّه: أخزاه اللَّه -أو قاتله اللَّه- أبوا إلا أن يظهروا الكفر.

قال أبو بكر المروذي: وقال لي إسحاق بن حنبل عم أبي عبد اللَّه: لما قدم الشراك من طرسوس جاءني فانكب على رأسي فقبله، وقال: إن أبا عبد اللَّه غليظ علي.

فقلت: قد حذر عنك. قال: فاكتب رقعة وتعرضها على أبي عبد اللَّه.

قال: فكتب رقعة بخطه فأخذتها، فأي شيء لقيت من أبي عبد اللَّه من الغلظة؟ ! وأريت أبا عبد اللَّه كتابا جاءني من طرسوس في الشراك أنهم احتجوا عليه بقول اللَّه: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: ٤٩] وفي حديث أبي أمامة: "هو أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرّجَالِ مِنْ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا" (١) وحديث ابن أشعث الباهلي: القرآن -وفيه الذى في صدورنا- غير مخلوق.

فقال أبو عبد اللَّه: ما أحسن ما احتجوا عليه!

قال الخلال: أخبرنا الحسن بن عبد الوهاب قال: ثنا أبو بكر -يعني: ابن حماد- قال: سمعت هارون الحمال يقول: سألت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل عن أحمد الشراك؟ فقال: لا يُكلَّم، ولا يُجالَس، ويُهجَر، ويحذر عنه.


(١) لم أقف عليه من حديث أبي أمامة، لكن رواه الإمام أحمد ١/ ٤١٧، والبخاري (٥٠٣٢)، ومسلم (٧٩٠) من حديث ابن مسعود.
ورواه الإمام أحمد ٤/ ٣٩٧، والبخاري (٥٠٣٣)، ومسلم (٧٩١) من حديث أبي موسى الأشعري.

<<  <  ج: ص:  >  >>