قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم أنه سأل أبا عبد اللَّه عن أحمد الشراك، فقال: تبين أمره وتحذر عنه، ولا يجالس ولا يكلم.
وسمعت أبا عبد اللَّه يقول لأبي يوسف عمه: لم أردت أن تقعد معهم أو تكلمهم؟ لا يقربنك منهم أحد -يعني: الشراك ومن كان معه.
قلت له: يا أبا عبد اللَّه! إنه يدفع عن نفسه هذِه المقالة، فقال: لقد قرأت كتابا جاءني في أمره فيه كلام سوء، لا أخبرك لا أدري ما هو، لا أخبرك لا أدري ما هو، وذاكرته أمر رجل؟ فقال: جهمية صراح، يعني: لفظي بالقرآن مخلوق.
"السنة" للخلال ٢/ ٣١٨ - ٣٢٢ (٢٠٩٧ - ٢١٠٢)
قال الخلال: وأخبرني محمد بن يحيى الكحال؛ قال: مرَّ بنا الشراك فسلَّم عليَّ وحكى لي كيف فعل، وقلت: نهانا أبو عبد اللَّه عنك وأمر بهجرانك -أو كما
قال محمد بن يحيى- قال: فقال: بيننا وبينكم القيامة.
قال الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، قال: ثنا أبو طالب، قال: قلت لأبي عبد اللَّه: قال أحمد بن إبراهيم بن الدورقي: إن الكرابيسي كان إلى جنبه فسمعه يقول: أخرجوا أحمد البائس -يعني: الشراك- من عبادان. واستعدوا عليه السلطان حتى أخرجوه، هؤلاء الكفار باللَّه، هم أعظم من اليهود والنصاري، فقال أبو عبد اللَّه: رجع أمره إلى أصل الجهمية لما كفر وأظهر الجهمية.
قلت: كان هذا عقده فأظهره؟ قال: نعم.
قال الخلال: أخبرني محمد بن جعفر ومحمد بن موسى أن أبا