قال: وأخبرني أبو بكر محمد بن علي؛ أن يعقوب بن بختان حدثهم؛ أنه قال لأبي عبد اللَّه: قال عبدوس الرازي: إذا قرأت القرآن فأردت به الصلاة والثواب والأجر فهو مخلوق، وإذا قرأت القرآن أريد اللَّه به فهو غير مخلوق.
فقال: لا فرج اللَّه عن هذا، هذا كلام سوء، ما أقل ما يفلح صاحب كلام.
قال: ذكر محمد بن عبيد الرحبي قال: سمعت علي بن المصري يقول: رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في النوم وعلى يمينه أبو بكر وعلى يساره عمر -رضي اللَّه عنهما- فقلت: يا رسول اللَّه، هؤلاء اللفظية؟
فقال: هم الجهمية، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: ولا صلاة لهم فقلت: يا رسول اللَّه! ومن يبين لي ذلك؟ ومن يشهد لي بذلك؟ قال: أحمد بن محمد بن حنبل. وأومأ بيده إلى رجل مغطى الرأس جالس ناحية، فجئت فكشفت الخرقة عن وجهه فإذا هو أحمد بن محمد بن حنبل رحمه اللَّه وإذا أثر الحناء قد نصل (١) في لحيته، ويده على خده كهيئة الحزين، فلما أصبحت غدوت عليه فقلت: هؤلاء اللفظية؟ فقال: هم الجهمية.
قال: أخبرني الحسين بن عبد اللَّه قال: سألت أبا بكر المروذي عن قصة هشام بن عمار أيش أنكر عليه أبو عبد اللَّه؟
فقال: ورد علي كتاب من دمشق فيه: سل لنا أبا عبد اللَّه فإن هشام بن عمار قال: لفظ جبريل ومحمد عليهما السلام بالقرآن مخلوق، فسألت أبا عبد اللَّه عما كتبوا به، فقال: قاتله اللَّه، الكرابيسي لم يجترئ أن