للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبا عبد اللَّه قبل مجيء أبي طالب، وأقول: له (حرمة)، فقعد بين يديه وهو متغير اللون.

فقال له أبو عبد اللَّه: حكيتَ عني أني قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟

فقال: إنما حكيتُ عن نفسي. فقال له: فلا تحك هذا عنك ولا عني؛ فما سمعت عالمًا قال هذا. أو العلماء، شك فوران.

وقال له: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق حيث تصرف، فقلت لأبي طالب -وأبو عبد اللَّه يسمع: إن كنت حكيت هذا لأحد، فاذهب حتى تخبره أن أبا عبد اللَّه نهى عن هذا، فخرج أبو طالب، فأخبر غير واحد بنهي أبي عبد اللَّه، منهم: أبو بكر بن زنجويه، والفضل بن زياد القطان، وحمدان بن علي الوراق، وأبو عبيدة بن عامر.

وكتب أبو طالب بخطه إلى أهل نصيبين بعد موت أبي عبد اللَّه يخبرهم أن أبا عبد اللَّه نهى أن يقال: لفظي بالقرآن غير مخلوق. وجاءني أبو طالب بكتابه، وقد ضرب على المسألة من كتابه.

زاد زكريا بن الفرج قال: فمضيت إلى عبد الوهاب الوراق، فأخذ الرقعة فقرأها، فقال لي: من أخبرك بهذا عن أحمد؟ فقلت له: فوران. فقال: الثقة المأمون على أحمد. قال زكريا بن الفرج: وكان قبل ذلك قد أخبر أبو بكر المروذي عبد الوهاب، فصار عن عبد الوهاب شاهدان.

قال أبو زكريا: وسمعت عبد الوهاب قال: من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ يهجر ولا يكلم، ويحذر عنه، وكان قبل ذلك قال: هو مبتدع.

قال علي بن عيسى: إن حنبلًا حدثهم قال: كان أبو طالب حكى عن أبي عبد اللَّه أنه قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فأخبر أبو عبد اللَّه، فبعث

<<  <  ج: ص:  >  >>