إلى أبي طالب فجاء وجاء معه فوران، فقال له أبو عبد اللَّه وغضب: أنا قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ !
فقال له أبو طالب: قرأت عليك: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فقلت لي: هذا ليس بمخلوق. قال: فلم حكيت عني أني قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ ! ووضعت في ذلك كتابًا، وكتبت به إلى قوم؛ فإن كان في كتابك فامحه أشد المحو، واكتب إلى القوم أو من كتبت به إليه أني لم أقل هذا. وغضب غضبًا شديدًا، إنما كره أبو عبد اللَّه أنه حكى عنه كلاما [لم] يقله؛ فأنكر ذلك عليه، وغضب من ذلك.
ثم قال أبو عبد اللَّه: القرآن كلام اللَّه بكل جهة غير مخلوق، فأجمل الكلام فيه أنه على كل جهة غير مخلوق.
قال حنبل: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: قد نهيتم أن تماروا في القرآن، وأن تضربوا بعضه ببعض، فما لكم وللجدال في القرآن؟ ! القرآن كلام اللَّه غير مخلوق على كل وجه وعلى كل حالٍ وحيث تصرف، وما أحب الكلام ولا المراء. وكان ينهى عن ذلك.
قال محمد بن هارون الجرجرائي بطرسوس: ثنا إبراهيم بن أبان الموصلي قال: سمعت أبا عبد اللَّه وقد دخل عليه أبو طالب، فقال له: بلغني أنك أخبرت عني في القرآن بشيء لم تسمعه مني، سمعتني أقول: إن لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ !
فقال: ما سمعت منك شيئًا؛ هذا شيء قلته عن نفسي.
فقال: ما كل ما تكلمت به إلا منسوب إليَّ؛ لولا أني أكره صرم المسلم أو قطعه ما كلمتك.
قال أحمد بن محمد بن مطر: ثنا أبو طالب قال: سمعت أبا عبد اللَّه