للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عرف أهل العلم أن فوق السموات السبع الكرسي والعرش واللوح المحفوظ والحجب وأشياء كثيرة لم يسمها ولم يجعلها مع الأشياء المخلوقة، وإنما وقع الخبر من اللَّه على السموات والأرض وما بينهما.

قلنا: فيما ادعوا أن القرآن لا يخلو أن يكون في السموات أو في الأرض أو فيما بينهما، فقلنا: اللَّه تبارك وتعالى يقول: {مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الروم: ٨] فالذي خلق به السموات والأرض قد كان قبل السموات والأرض، والحق الذي خلق به السموات والأرض هو قوله؛ لأن اللَّه يقول الحق، وقال: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤)} [ص: ٨٤] {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} [الأنعام: ٧٣] فالحق الذي خلق به السموات والأرض قد كان قبل السموات والأرض، والحق قوله، وليس قوله مخلوقًا.

"الرد على الجهمية والزنادقة" للإمام أحمد ص ١١٤ - ١٢٦

قال الإمام أحمد: فقالوا: جاء الحديث: "إن القُرْآن يجيء في صورة الشاب الشَّاحِبِ فيأتي صِاحبَه فيقول: هل تعرفني؟ . . فيقول له: من أنت؟ . . فيقول: أَنَا القرآن أَظْمَأْتُ نهارك وأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ" (١).

قال: "فيأتي به اللَّه، فيقول: يا رب. . " (٢).


(١) رواه الإمام أحمد ٥/ ٣٤٨، وابن ماجه (٣٧٨١) - مختصرًا، والدارمي (٣٤٣٤)، والحاكم ١/ ٥٥٦، والبغوي في "شرح السنة" ٤/ ٤٥٣ (١١٩٠) وقال: حسن غريب. وقال ابن كثير في "تفسيره" ١/ ٢٤٢: هذا إسناد حسن على شرط مسلم.
وقال الهيثمي في "المجمع" ٧/ ١٥٩: رجاله رجال الصحيح.
وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (١٢٥٥): هذا إسناد رجاله ثقات.
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٦/ ١٣٠ (٣٠٠٣٨)، والبيهقي في "الشعب" ٢/ ٣٤٥ (١٩٩١)، من حديث أبى هريرة

<<  <  ج: ص:  >  >>