للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: فكان أبو إسحاق يتكلم؟

قال: لا، إلا ساكت، إنما كان الأمر أمر ابن أبي دؤاد.

ثم قال أبو عبد اللَّه: لم يكن فيهم أحد أرق علي من أبي إسحاق مع أنه لم يكن فيهم رشيد.

قال: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: لما قلت: لا أتكلم إلا ما كان في كتاب أو سنة، احتج الأعمى الشافعي بحديث عمران بن حصين: "خلق اللَّه الذكر" (١). قال: فقلت له: هذا خطأ، رواه الثوري وأبو معاوية، وإنما وهم فيه محمد بن عبيد، وقد نهيته أن يحدث به.

قال: فقال أبو إسحاق: أراه فقيهًا.

وقال أبو عمرو، عثمان بن عمر: حدثنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: وكتب إلي أحمد بن الحسين الوراق من الموصل، قال: حدثنا بكر بن محمد، عن أبيه، عن أبي عبد اللَّه قال: واجتمع علي خلق من الخلق، وأنا بينهم مثل الأسير، وتلك القيود قد أثقلتني، قال: وكان يلغطون ويضحكون، وكل واحد منهم ينزع آية، وآخر يجيء بحديث، قال: والرئيس يسكتهم.

قال: فكان هذا يقول شيئًا، وهذا يقول شيئًا، وهذا يقول شيئًا، فقال لي واحد منهم: أليس يروى عن أبي السليل، عن عبد اللَّه بن رباح، عن أُبيِّ


(١) بهذا اللفظ رواه الطبراني ١٨/ ٢٠٣ (٤٩٩) وقال: هذا الحرف كان محمد بن عبيد يخطئ فيه وينهاه أحمد بن حنبل أن يحدث له.
وروى الإمام أحمد ٤/ ٤٣١ - ٤٣٢، والبخاري (٣١٩١) من طريق أبي معاوية بلفظ: ". . . وكتب في الذكر كل شيء". ورواه البخاري (٣١٩٠) من طريق سفيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>