قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا حجاج، أنا ليث، أخبرني إبراهيم بن أبي عبلة، قال: وقف رجاء بن حيوة على مكحول وأنا معه فقال: يا مكحول بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر، واللَّه لو أعلم ذلك لكنت صاحبك من بين الناس، فقال مكحول: لا واللَّه، أصلحك اللَّه ما ذاك من شأني ولا قولي، أو نحو ذلك. قال ليث: وكان مكحول يعجبه كلام غيلان، فكان إذا ذكره قال: كل كليله، يريد: قل قليله، وكانت فيه لكنة يعني: مكحولًا.
"السنة" لعبد اللَّه ٢/ ٤٠٩ - ٤١٠ (٣٨).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا يحيى بن سعيد، أن أبا الزبير أخبره أنه كان يطوف مع طاوس بالبيت فمر بمعبد الجهني فقال قائل لطاوس: هذا معبد الجهني الذي يقول في القدر.
فعدل إليه طاوس حتى وقف عليه، فقال: أنت المفتري على اللَّه القائل ما لا تعلم؟ قال معبد: يُكذب علي.
قال أبو الزبير: فعدلت مع طاوس حتى دخلنا على ابن عباس فقال له طاوس: يا أبا عباس، الذين يقولون في القدر؟
فقال ابن عباس: أروني بعضهم.
قال: قلنا: صانع ماذا؟ قال: إذًا أجعل يدي في رأسه ثم أدق عنقه (١).
"السنة" لعبد اللَّه ٢/ ٤١٦ (٩١١).
(١) رواه الفريابي ص ١٧٦ (٢٦٢)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" ٤/ ٢١٨، والآجري في كتاب "الشريعة" ص ١٨٣ (٤١٧)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب القدر ٢/ ١٥٦ (١٦١١)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" ٤/ ٧٨٧ (١٣٢٢).