للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تميز به عن فروع إخوته وعن فروع أقاربه. ويزكي هذا الاحتمال أن القوائم التاريخية للملوك أضافت أسماء ملوك يتراوح عددهم بين الاثنين وبين الأربعة، بين اسم خع سخموي واسم والده، على الرغم من أنه لم يعثر لهؤلاء الملوك على آثار تدل على أهمية عهودهم أو استقرارها أو طول أمدها.

ثانيًا- كان زوسر أكثر اهتمامًا بمدينة منف، وأكثر استقرارًا فيها من الملوك الذين سبقوه، وشيد هرمه المدرج في جبانتها ففسر خلفاؤه المصريون ذلك برغبته في اختيار أرضها مقرًا لدنياه وآخرته، واعتبروه رأسًا لملوكها، ثم عبر مانيتون عن رأيهم باحتسابه رأس الملوك المنفيين.

ثالثًا- أن نجاح زوسر في تشييد هرمه المدرج، وهو أول هرم في الوجود، أظهره بين مواطنيه بمظهر المبشر ببداية عصر حضاري جديد يتميز بمظاهره عن عصر الأسرة الثانية الذي عاش أبوه فيه.

رابعًا- تضمن اسم الملكة "ني ماعت حاب" أم زوسر، اسم "حاب" وهو معبود قديم من معبودات منف، وذلك مما يحتمل معه أنها كانت من مواليد مدينته التي يقدس فيها، وأن ابنها اهتم بمسقط رأسها، وتشيع له فنسبه مواطنوه هو وفرعه إليه.

ارتبطت بعهد زوسر معالم وذكريات حضارية كثيرة، نكتفي بأن نذكر منها فيما يلي مجموعته المعمارية بسقارة، وفكرة ابتداع التقويم السنوي المدني المرتبط بدورة الشعرى والتقويم الشمسي في عهده، ثم قصة المجاعة التي تنسب أحداثها إلى أيامه.

<<  <   >  >>