كان الأمن الذي توفر لمصر في عهد نخت حرحب أمنًا كاذبًا؛ إذ استعر حقد الفرس على مصر الناهضة منذ أن ولي أمرهم أرتاكسركسيس الثالث "أوخوس"، وكان طموحًا أعاد الأمل لقومه في الانتقام لشرفهم المسلوب واستعادة غلال مصر وذهبها، وبذل في سبيل مشروعه لغزوها منذ عام ٣٤٥ق. م جهودًا روى ديودور الصقلي أخبارها، وقاد جيشه بنفسه وبدأ بميناء صيدا مركز الثورة في فينيقيا فدمرها بعد أن تخلت عنها النجدة الإغريقية التي استأجرتها مصر من أجلها، وانضمت إليه ثم أخضع جيرانها١. وعندما شارف الحدود المصرية بلغت قواته فيما روى بعض مؤرخي الإغريق أكثر من ثلاثمائة ألف مقاتل من بلده ومن ولاياته ومن مرتزقة الإغريق وأمثالهم، فضلًا عن ٣٠٠ سفينة، واستفاد من تجارب الحرب السابقة، فبدأ هجومه في خريف ٣٤٣ق. م، دون خشية من أخطار الفيضان، واستفاد من قواته البرية. والملاحية معًا، فوزعها لدخول الدلتا من ثلاث جهات، وسلك سبيل المخادعة فأمر قادته بأن يعرضوا الأمان للمدن