أدت الظروف الخارجية إلى أن يعمل وني باسم فرعونه واسم بلده خارج الحدود فيما هو أهم من عمل الحاشية وتحقيقات البلاط. فقد توافدت على أراضي فلسطين خلال عهد ببي أو قبله، هجرات بدوية متقطعة سماها المصريون باسم "عامو حريوسع" بمعنى بدو الرمال، أو القبائل التي تعيش على الرمال، ويحتمل أنها كانت فرعًا من الهجرات الأمورية التي انتشرت آنذاك على حدود الهلال الخصيب، فهددت سبل التجارة بين مصر وجيرانها، وحاولت أن تثير الاضطرابات وتعبر حدود مصر الشمالية الشرقية. فعهد ببي إلى وني بحماية تجارة مصر وحماية حدودها، فخرج في خمس حملات على أقل تقدير، أربع عن طريق البر وخامسة عن طريق البر والبحر، حصر العدو بها بين فكي كماشة، وتكللت حملاته كلها بالنجاح على حد قوله. ويكفينا من النصوص التي سجلها عنها، بضع عبارات تكشف عن سياسة الحرب وتجييش الجيوش في أيامه. فقد قص وني أن ملكه جند تحت إمرته عشرات الآلاف الكثيرة من حاميات المدن وأهل الأقاليم الجنوبية والشمالية ومن جانبي الدلتا فضلًا عن بعض أهل النوبة الموالين لمصر من قبائل إرثة ومجا وإيام وواوات وكاو، وبعض سكان الصحراوات الغربية من قبائل ثمحو، وأوفد معه طائفة من المترجمين والموظفين ورجال الدين. وعقب وني على ذلك بأنه نظم مسيرة الجنود على خير وجه، وأنه ترتب على حكمته في رسم خطته أنه لم يحدث أن تنازع جندي مع زميله، أو اغتصب جندي كسرة خبز